للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣٠ ريالًا) فرنسيًّا وجعلها في كيس وخرج يقول أين المشتري؟ خذ القيمة وادفعها إليه واذهب بناقتك.

هذا وما كان يعرف البائع ولا المشتري غير أنه أحب أن يفرج عنه كربته ويبرد حرارة الطلب وحملته الأنفة العربية والمروءة الإنسانية إلى تلك الأريحية وجادت يمينه أن تقرضه وهو لا يعرف شخصه، وكان يقول يا ليتني سألته عن اسمه ومن أي جهة كان.

وكنت أظن أن الله رد عليه قرضه بعد ثلاثة أشهر، ولما دفع الرجل إلى الوالد هدية جزاء له على إحسانه ومعروفه ردها وأبى أن يقبلها.

ولقد أسكن أخاه وأخته في بيوت حسنة وجعل ينفق عليهما، ولما ماتا قبله طلب منا أن لا نضايق الذرية في إخراجهم من البيوت ما دامو محتاجين إلى السكنى.

ولما وقعت المسغبة التي قدمنا ذكرها كان إذا خرج من بيته إلى الأسواق يحمل على رأسه الزبلان فيها التمر والدقيق يوزعه على من مر به من الواقعين على ظهر الأرض من الجوع.

وكان يخرج إلى أصحابه وغرمائه فيحمل على دابتين طعامًا وكسوة، ولحمًا، وقهوة، وسكرًا يكفي من يخرج إليه ضيافة ويزيد إلى ممر الأسبوع.

وأهدى له بعض أصحابه حمل بعير عشبًا طيبًا وجعل في أعلى الحمل جذعًا عظيمًا من الحطب الغضى، وكان يعجبه الشيء الحسن، فلما ورد عليه أعجب به وجعل ذلك الجذع فرجة لأصحابه ثم إنه دعا برسول المهدي، وكان ابنه فناوله كسوة لجميع عائلتهم ونصف ذبيحة كبش وقهوة وسكرًا وارزًا وعشرة ريالات فرنسية وكان الحمل لا يساوي خمس ذلك الجزاء.

وبعث أمير بريدة إلى فلاح يأمره أن يحمل إليه جميع ما لديه من