فهكذا وجدتهم يشعرون وكانوا على فراقه يبكون، بل إن الشيخ فهدًا كتب ترجمة مختصرة لأخيه عبد المحسن فأسرعت إلى شرحها شرحا مسجوعا، بل إنه في الحقيقة ليس شرحا لها، وإنما هو تطويل في عباراتها وتسجيل لما تحويه معانيها.
وقد أرسلتها للشيخ فهد العبيد، ولم أجدها عندي كاملة وإنما وجدت من مسودتها قطعة يؤدي عرضها هنا الغرض من معرفة ما تحويه:
وقد جعلت كلام الشيخ فهد العبيد بين قوسين لئلا يختلط بكلامي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، الحي المتفرد بالبقاء والدوام، المميت الذي يحيي رميم العظام، الذي كتب الفناء على جميع الورى والأنام، كم له من حكم خفيات، في طي المكروهات، رزق أولي البصائر البصيرة في الدين، فأبصروا من حيث عمي أهل الجهل المكين، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين وخاتم النبيين الذي أنزل الله عليه في كتابه المبين (إنك ميت وإنهم ميتون) وخيره الله فاختار ما عنده وعلى آله الطاهرين الطيبين.
تذكر من جهة المرثية فهذه جهد المقل، وتذكراتها وفت بالمراد فهي من ذلك اقل وليس لنا إلَّا الرضا بالقضا والدعاء للفقيد يحسن الحال ولنا ولكم يصلاح الحال أذهي طامة كبرى ومصيبة دهياء علينا معشر الأخوان خاصة لأنه كما قيل:
وما كان قيس هلكهـ هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما
ترى الإخوان قلقين وجلين وبالاسترجاع والحوقلة مرتجلين تهل المحاجر كالدر على صفحات الخدود في حرارة الجمر والأفاق سود زلزلت الأفئدة لفقده، وذهل كل عن أهله. انتهى