هو العالم الجليل الورع الزاهد الشيخ عبد المحسن بن عبيد العبد المحسن العبيد، ولد في مدينة بريدة سنة ١٣١٩ هـ ورباه والده أحسن تربية فنشأ نشأة دينية فقرأ القرآن وحفظه في الكتاتيب وحفظه عن ظهر قلب ثم شرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة على الطلب.
مشائخه: العلامة عبد الله بن بليهد وعبد الله بن مفدَّى وعبد الله وعمر آل سليم، لازم هؤلاء في أصول الدين وفروعه وفي الحديث ورجاله حتى أدرك إدراكًا لا بأس به وكان عازفًا عن الدنيا مقبلًا على الآخرة ورشحه شيخه عمر بن سليم لقضاء شقراء عام ١٣٥٤ هـ بعد وفاة قاضيها محمد العثمان الشاوي فامتنع تورعًا منه، وكان ملازمًا لمسجد عودة وله فيه غرفة يجتمع مع زملائه فيها لمراجعة دروسهم على مشايخهم .. وكان خطاطًا ويتعيش منه وكتب بخطه النير كتبا عديدة منها (الهداية لأبي الخطاب) و (المصحف) وذلك قبل توفر المطابع وله مؤلف صغير الحجم سماه (الهداية والإرشاد) طبع على نفقة أمير بريدة عبد الله الفيصل وكان يقول الشعر سليقة من غير تعلم الفن العروض وله قصائد في المواعظ والنصح والرثاء وفي الحث على طلب العلم وكان كثير التلاوة دائم الذكر الله لا يفتر لسانه منه، ومن قوام الليل ويحافظ على أوراد الصباح والمساء وكان لا يُحبُّ المظهر.
توالت عليه الأمراض ووافاه أجله المحتوم مأسوفا على فقده لما كان يتمتع به من أخلاق عالية وصفات حميدة في ١٧ من شهر ذي القعدة سنة ١٣٦٤ هـ، ورثي بمراثٍ عديدة فرحمه الله برحمته الواسعة (١). انتهى.