وذلك إلى أن توطدت بيننا الصحبة فوجدت فيه ضالتي المنشودة إذ كنت متفرغًا آنذاك للعبادة وطلب العلم، وكنت في حال شفافية للنفس عظيمة، بل كنت كالشاب المتصوف الذي يبحث عن شيخ يرشده إلى الطريق.
فكان الشيخ فهد العبيد نعم ذلك الشيخ، إذ هو زاهد في الدنيا، رفيع القدر عند الناس، مترفع في نفسه عن الدنايا من الطمع أو النظر إلى ما في أيدي الناس، أو التزلف لأولي الأمر.
وهذا نادر من القادرين على ذلك مثله.
ووجدت فيه أيضًا شيئًا كنت افتقدته في غيره وهو محبته للكتب والمخطوطات والرسائل، وشغفه بالأدب القديم الذي أملى عليه أن يكتب لي عدة رسائل وينتظر مني جوابها.