وهذه رسالة مني إليه فيها استرضاء أو ردُّ عتاب: وهي في الواقع إجابة عن رسالة سابقة منه.
ويلاحظ القارئ كثرة المبالغات في الأوصاف، وعبارات الإطراء، والمدح وهذه كانت سمة الأدب القديم الذي كنا نسير عليه، قبل أن بالأدب الحديث، بل قبل أن نطلع عليه.
وإيرادها هو من باب عرض أسلوب أدبي كان شائعا بين المتأدبين في بريدة في ذلك الوقت، وإن كان الأدب على وجه العموم غريبا بين طلبة العلم والمراد من ذلك الأسلوب الأدبي، وليس التأدب في الخلق والسلوك كما هو ظاهر.
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن ناصر العبودي قال الله تعالى:{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}.
قال صلى الله عليه وسلم (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني).
اللهم يا من بيده زمام الأمور ويا نور النور، وباعث العباد من القبور، يوم البعث والنشور، أسألك بنور وجهك العظيم الذي اشرقت له الظلمات سوالًا لا أعلم أشرف منه، فأسألك به أن تجزي عني والدي وشيخي وأستاذي وإمامي من طابت أخلاقه وكرمت أعراقه. وحمدت صفاته وكثرت حسناته، وشرفت ذاته، وتباركت أوقاته، وعمت بركته مجالسه. واستثارت بنوره مجالسة، المهذب الناصح والمهذّب المناصح، مربي الطلاب، والحجاب عن كل حجاب عن رب الأرباب، وبهي نور الكون وسناؤه وطوى الأنس وطور سينائه:
بحر المكارم والفضائل والتقى ... غير أنه عذب هنيُّ الشرب
فهد الذي اعيا الأسود مصاده ... ابن العبيد العالم الحبر الأبي
مسدي الأيادي الواصلات وشيخنا ... وجمال أهل شرقها والمغرب