شخصًا من آل جردان هو أقرب المقربين إليه ذكر لي أنه سمع الشيخ فهد العبيد يقول: إنه أصغر من الشيخ صالح بن عبد العزيز العثيمين بسنة واحدة.
وقد ولد الشيخ ابن عثيمين ضبطًا في عام ١٣٢٠ هـ وتوفي عام ١٤١١ هـ بعد أن عاش ٩١ سنة فإذا كان هذا صحيحًا وهو ما يعتقده كثير من الناس فإن الشيخ فهد يكون الآن أكمل مائة سنة من عمره على التمام.
قال لي ابن جردان مثلما قال لي غيره: إن الشيخ فهد كان يذكرك ويقول: لي مدة طويلة ما شفته، قلت له: نعم، إن تلك المدة تبلغ ٥٠ سنة.
كنت متهيأ لأتكلم معه بأشياء كثيرة من الكتب التي كتبتها له والرسائل التي تبادلناها وأخبار المشايخ التي كان يذكرها، وخصوصا ما كان بين آل سليم ومن معهم من طلبة العلم وبين الشيخ ابن جاسر وابن عمرو، ومن معهما من طلبة العلم ومن العامة، ولكنني وجدته عازفًا عن ذلك وربما كان وصولي إليه في وقت غير مناسب، مع العلم بأنه لا يزال يتمتع بكامل عقله، وذاكرته، ولا يشكو إلَّا من ضعف في رجليه رغم بلوغه المائة سنة أو نحوها.
وكنت حددت وقت زيارتي له بناء على مفاهمة مع ابنه الوحيد عبد الرحمن وسألته عن موعد جلوسه فذكر أنه بعد صلاة الفجر إلَّا أن الناس يأتون إليه بعد السادسة والنصف صباحًا، أما في الساعة السادسة فإنه لا يكون لديه أحد، ولم نجد عنده أحدًا بالفعل إلَّا ابن جردان الذي فرغ نفسه ووقته لخدمته احتسابًا للأجر من الله تعالى كما يقول ابن جردان.
مات فهد العبيد يوم الخميس ٢٥/ ٦ / ١٤٢٢ هـ بعد أن عمر مائة عام.
وكان أوصى ألا يؤخر دفنه، لأنه يعرف أنه قد يؤخر دفنه لكي يصلي عليه جمع عظيم، هذا ما يعتقده كثير من الناس الذين يجلونه ويحترمونه، بل وبعضهم يحبونه محبة قلبية لله وبالله.