ولم يؤخر دفنه طبقًا لما أوصى به ومع ذلك خرج في جنازته خلق عظيم.
قال ابن أخيه الأستاذ يوسف بن محمد بن إبراهيم يذكر الساعات الأخيرة من حياة الشيخ فهد العبيد:
وفي مغرب ليلة كل جمعة يحضر عنده طلابه ومحبوه لحضور الدرس فيقدم لهم العشاء بعد المغرب لأن الأغلب عليهم أن يكونوا قد صاموا يوم الخميس، وربما زاد الحضور في الدرس الواحد يوم الخميس عن المائة شخص ويتصدق على الفقراء من طلابه ومحبيه ويتفقد أحوالهم ويسأل الشاب منهم هل تزوج؟ فإن لم يكن قد تزوج أوصاه بالزواج فإن أحس أنه منعه الفقر قال له توكل على الله، وإذا تم العقد فتعال، فالمهر عندي ثم يدفع إليه المهر وزوج عددًا منهم على هذه الطريقة، بل ربما أوصاه أن يذهب إلى شخص آخر ليخطب ابنته ثم يشير على والد البنت بتزويج الشاب لأنه رجل خير، وبذلك أحبه أهله وإخوته وزواره ناهيك عن طلابه.
وفي آخر عمره رحمه الله لم يستطع الذهاب إلى المسجد لكبره ومرضه فاستمر على ذلك سنوات كثيرة لا يخرج من بيته.
صبره على المصيبة:
أصيب بوفاة ابنه الشيخ عبد المحسن وهو طالب علم وإمام مسجد، وقد توفي في حادث سيارة في ٥ صفر عام ١٤١٠ هـ.
ولم يكن له ابن غيره إلَّا الكبير عبد الرحمن وقد صبر الشيخ فهد العبيد على هذه المصيبة التي أصابته على كبر، وفي ابنه الذي يوده، ويسره منه تدينه وطلبة العلم، وإمامته للناس في المسجد.
وقد وصف الأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان ذلك، فقال:
وقبل أيام، كنت أنزل من درج إدارة التعليم بمنطقة القصيم، فقابلني الأخ