فرح وأخرج رأسه، وبسرعة هايلة تكت الحبل في رقبته وربطته في عمود عندها وصار ما يستطيع الحركة ويديه ما يقدر يخرجهن وصار مربوط لا يستطيع الحركة.
ذهبت إلى والدها وقصت عليه القصة، وذهب إلى أمير البلاد، وجميع كبار الجماعة وشاهدوا الفعل القبيح من هذا القاضي، ولكن هو بين الحياة والميتة.
فكوا الحبل وهرب بالليل وخلى أولاده، ونزل عند الذي أرسل له القصيدة وصار يلومه على فعله وكان اسم التاجر الذي هرب الأول عصيل فقال القاضي:
الله يلوم اللي يلوم عصيل ... حيثه ورط بالذي شاف
انا عقبته وشفت الويل ... صكت بي رباط وكتافِ
وش لون هذا وانا حلحيل ... ما صارت اليوم يا كافي
هربت عن ديرتي بالليل ... كلٍّ يقول الذي شاف
جون الجماعة وانا بحبيل ... والدمع بالعين وكافي
عقب المعزة قعدت بويل ... سوت بي افعال وانكافِ
تصرفت بي تقل بهليل ... امشي وراها وانا حافي
يا عصيل ما شفتها بلحيل ... ما شفت منها الذي خافي
وبعد ما هرب القاضي عن البلد وتخابروا أهل البلد فيما عملت هذه المظلومة في قاضي البلد الذي يحبونه ويصلي بهم الجمع والأعياد وهو قاضيهم، وكان إذا صار يخطب يحذر عن الفواحش جميعها، قال شاعر عندهم:
يا اللي صليتوا ورا القاضي ... تبون من الله لكم غفران
اعيدوا صلاة عن الماضي ... شويخكم صار به نكران
يوم شافها صار به حاضي ... من الطمع شقق الجدران