للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصار عنده فلوس حيث أن الأمير يعطيه بكثرة.

وفي يوم من الأيام قال الأمير له: ودي إنك تسكن في أحد بيوتنا حتى تصير منا قريب لو يبدي لازم بالليل ويلاك قريب، قال: ما عندي مانع.

شاور مليحة فقالت في نفسها الذي صاد القاضي يصيد الأمير، وهذا مثل قديم شال عفشه وزوجته ونزل في بيت من بيوت الأمير والزوج لم يدر عن الخطة، ولكن الزوجة جازمة على أنه يريدها، فقالت في نفسها: اتغدي به قبل أن يتعشى بي هذا الأمير الخبيث.

وبعد ما نزلوا في بيت الأمير قامت على واحدة من الغرف وحفرت فيها حفرة كل يوم تحفر شوي وتخرج التراب إلى الحوش، وأحضرت عندها باب وكمية من الحصى وفرشت هذه الغرفة أحسن الفرش وحطت على الحفرة فراش يغطيها والذي يطأ عليه يهوي بالحفرة، وصارت تترقب هجوم هذا الأمير وهي متأكدة أنه ما جاب زوجها إلى بيته إلَّا من أجلها.

وفي يوم قال الأمير لزوجها: لنا غنم في مكان بعيد خذ معك اثنين من الخويا وجيبوا لنا عشرين يبي يجينا ضيوف، ولما مشى زوج مليحة خرج الأمير وضرب الباب، فقالت: من الذي عند الباب؟ فقال: أنا الأمير أبي زوجك خليه يجي، وكانت متزينة، قالت: زوجي راح له ساعة.

وفتحت الباب وهي فارع، وقالت: الله مير يحيي الأمير، الزوج كله بركة، من زمان، وأنا ودي أشوف أميرنا، فلما رأها انزعج وقال في نفسه: والله ما ألوم القاضي، وصار يدنو من الباب ومعه دراهم، فقال: دوك هذولي ثمن ثوب، قالت: كثر خيرك وأرادت اغلاق الباب فمسك الباب، فقال: وراك عجلة؟ قالت: مستحية منك وأنا ما علي شيلة والمقطع ما يستر.

قال: أجل خلين أدخل عن السوق جاء ناس وأخاف يعرفوني، ابدخل لما يذلفون.