للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالت: ادخل، وصك الباب، ولما دخل قالت: تعال في هذه الحجرة، لما يروحون عن السوق، فرح ودخل الغرفة وكانت تحس أنه معه الفلوس، قالت: اخلع ثوبك وحطه في هذا الوتد وتعال.

خلع ثوبه وصارت من وراء الحفرة وبدأت تضحك وتعجب من جمالها، وصار ينظر إليها، ولم يحسب للواقع ولما قرب إليها وقع في الحفرة على طول، فقالت: أسفًا بأميرنا الذي انفضح مثل القاضي وسحبت الباب، وخرجت إلى والدها وأخبرته بالخبر، قام والدها وأحضر كبار أهل البلد وأخبرهم بالواقع وحضر زوجها، وشال عفشه من بيت الأمير وأخرجوا الأمير عريان، فقال:

كيف اتعرض لواحدة ما تخلص القاضي منها؟ لاموه جماعته ونقص من قدره وصار يخجل إذا رأى الذين اطلعوا على فعله، فقال أحد الشعراء:

عاشت مليحة صادت الشيخ وعصيل ... حتى بعد وصلت لصيد الأمير

وقت الضحى تكت على الشيخ بحبيل ... وأميرنا حطت عليه الحفير

كني أشوفه يزعج الدمع والويل ... عقب المعزة صار عنده حقير

الشيخ من قبله يحذر عن الميل ... فوق المنابر جاب صوت جهير

سمع بأذاني يرفع الصوت بالحيل ... يحذر عن الخلوة وذا ما يصير

فرد عليه الشيخ بهذه الأيات:

يللي تقول الشعر ما لك دليل ... تسبنا حيثك جهول بالأوصاف

يالعنبو حيك أوصافه تهيل ... لو شفتها ما قلت شعرك بالأشراف

هنك تبين يا العنيد الهبيل ... وتاخذ لنا بالثار كان أنت عراف

فلما سمع كلام الشيخ هذا الشاعر، قال في نفسه: ودي أشوف الذي فتنت الشيخ والأمير والتجار، وهم ذو معرفة وتصرف ليسوا أغبياء.