قام هذا الشاعر واشترى له حمار، وحمله من كل نوع من متطلبات الحريم مثل البودرة والكحل والبزار والعلك ومن هذه الأشكال، سأل عن بيتها وصار يوقف الحمار، وكل ما مر عليه من حرمة قال معي أشكال جديدة تصلح للحريم، وصار يزيد في قيمة السلعة على شأن ما يشرن منه شيء، هو قصده يشوف مليحة فقط.
وفي اليوم الثالث قال زوج مليحة هذا له كم يوم وهو عند بابنا ويش يريد؟ قالت: مرسله الشيخ يبيه ينتقم من مليحة، وكانت تراقبه مع شقوق الباب، وإذا هو بس ينظر إلى بيتها، عرفت أنه يريد يدبر حيلة حتى يصل إليها. .
قامت وتجملت وخرجت إليه، فقالت له: كم يوم وأنت عند بابنا وبضاعتك ما راح منها شيء أنت مغليها وإلَّا ما جاك أحد يشري؟ قال: والله أني ما بعت شيء يسوى وصارت تكلمه وهو ينظر إليها، فلما رأته يحد النظر إليها عرفت مقصده، قالت: حنا الضحى ولا عندك زبائن وأنا جيت أبزعب من الحسو ماء وانطلق الدلو من يدي هو ورشاه، سو معروف انزل اطلع الدلو والله ما عندي ولا نقطة ماء، وزوجي ما يجي إلا بالليل.
فرح وربط الحمار ودخل وهو فرح لما دخل جابت حبل وقالت انزل وهي فارع لم تحتجب، فقال في نفسه أنا أشطر من الشيخ والأمير خلاص جابها الله نزل وكان الحسو واسع.
ولما بقي عليه قدر خمسة أذرع ويصل الماء أطلقت الحبل وقالت أوجع يدي عساك سلمت، قال سلمت بس عجلي جيبي حبل وخلين أطلع.
قالت: أنت ما دريت قال وشو فيه، قالت: هذا الحبل الذي ربطت فيه الشيخ يا الخبيث، اقعد لما يجي زوجي، ثم تشوف الأدب.