قامت وأدخلت الحمار بالحوش، ولما صار بالليل حضر زوجها وإذا الحمار بالحوش.
قال: وين راعي هذا الحمار، قالت: بالحسو، هذا خبيث، فقالت لزوجها: قرب عند الحسو وكل ما قلت لك شيء قل انشا الله، قال: يا مليحة وين الدلو ودي أزعب ماء حتى أتوضأ قالت الحسو مسكون به جن وانهبوا الدلو من يدي لكن شف هذا الحطب صب عليه القاز الذي بالتنكه وجدعه بالحسو، وشب فيه نار لما يموت وإلا يطلعون.
قام الزوج وجاب غمر حطب وجدعه لما وصل الحطب الشاعر صاح وقال: تكفا طلبة الرجال الرجال أنقذني، قالت: قل له: من الذي أرسلك وأنقذك؟ قال: أرسلني القاضي الخبيث وأنا أعاهدك أني ما أقرب الحارة، أو أتعرض لكم، والحمار والذي عليه لكم بس أنقذوني من ها الورطة.
فقالت: لزوجها احضر عندنا كم رجل تراه إذا خرج ولم ير عندنا أحد يسطي علينا لأنه منفعل خرج الزوج وأحضر الجيران وأخرجوا الشاعر من الحسو.
ولما خرج أداروا كتافه وذهبوا به إلى الأمير وسجنه، فلما صار الصباح أحضره الأمير وقال: ويش عملت معها، قال يا الأمير خلها على الله، والله أني عارف أني لم أحصل منها شيء لكن القاضي هزبني في بيت من الشعر وقلت: أبي أوريه أني أخير منه، فقال الأمير: ويش قال القاضي؟
يا لعنبوحيك أوصافه تهيل ... لو شفتها ما قلت شعرك بالأشراف
فقال الأمير هلحين عذرتنا أو بعد تبي تقول فينا أشعار؟ فقال: والله ما أتعرض شيء لها فيه طرف واطلق سراحه الأمير، وجمع الجماعة وقص عليهم ما صار للشاعر مع مليحة، قال عقلائهم: تراها ما لها ذنب الحرمة نزيهة، ولا تعرضت لأحد اتركوها في بيتها وهي لم تخرج ولا تنظر إلى