للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كان ذلك عام ١٣٣٧ هـ وكان الشيخ صالح بن عثيمين في السابعة عشرة من عمره وهذه سنٌّ مبكرة في النبوغ العلمي آنذاك.

وبعد الرجوع من الأرطاوية سافر الشيخ صالح بن عثيمين إلى أقطار الخليج لطلب العلم وحصل كتبًا جديدة كان بعضها من الكتب التي ليس من المعتاد أن توجد لدى زملائه من طلبة العلم فكان يذاكر بعض طلبة العلم فيها.

ومرة أخرى أخذ عليه بعضهم الاشتغال بهذه الكتب التي ذكروا أنها مضيعة للوقت مع أنها لم تضع وقتًا للشيخ صالح بن عثيمين فيما يرونه ويعلمون حاله، فهو أنحاهم أي أعرفهم بالنحو، وهو قد حصل من كل علم طرقًا لم يصل أكثرهم إلى تحصيل مثله.

وقد منعت هذه الأشياء ترشيح الشيخ صالح بن عثيمين لتولي منصب قضائي مثل زملائه من الطلاب الذين كان لا يقل عنهم معرفة بالعلوم الدينية المطلوبة على قلة مثل تلك المناصب في ذلك الوقت فشد الرحال إلى مكة المكرمة حيث استوطنها في عام ١٣٥٣ هـ حتى وفاته.

وعندما تجاوزتُ مرحلة الطلب المبكر ووصلت مكة المكرمة كان من أهم الأمور عندي أن التقي بالشيخ صالح بن عثيمين الذي كانت قد سبقت إلى لقائه سمعته العلمية وبخاصة في الأدب والتأليف والإرشاد.

أما عندما التقيت به فإنني ذكرت قول القائل (فلما التقينا صدق الخَبرَ الخُبْر).

لقد رأيت الشيخ صالح بن عثيمين كما وصف لي أديبًا شاعرًا لطيف المعشر حاضر الشاهد العلمي في كل الفنون العلمية المعروفة لا تتحاشى أن تبحث معه في أي فن من الفنون العلمية التي يعني بها العلماء المعاصرون وفي فنون أخرى كانت متداولة في العصور المزدهرة للحضارة العربية، فكان الشيخ مفيدًا في التاريخ والأدب والفقه وأصوله والحديث ورجاله والشعر واللغة