ثم قال: وعشر وزان الإمام مسجد الحمر مع ريع النخلتين.
هكذا كتب في الوصية (مع) والصواب (من) أي من ريع تلك النخلتين وليس مع ريعهما وهو كل ثمرتهما من التمر.
ثم قالت الوصية: وأوصى بنخلتين معروفات بهملان الحمر.
والحمر هو الخب المعروف وهو آخر خبوب بريدة الغربية من جهة الشمال، والهملان هو النخل المهمل الذي لا يسقي حتى قارب أن يموت وكثيرًا ما يسقي وتعاد العناية به ولكن يبقى اسمه (الهملان) وهذا موجود في عدة أماكن مثل (هميل الصباخ) ولكن المراد هنا هملان خب الحمر.
والوصية هي بنخلتين منهما شقراء في ملك ابن رميان والثانية شقراء في ملك ابن سوَيِّد وهي طلايع أي لا يأخذ الفلاح من ثمرتهن شيئًا وأوضح ذلك بقوله: انهن نصف تمرهن الإمام مسجد الهملان الذي هو (هملان الحمر)، والباقي للصوام أي يكون أفطارًا للصائمين في رمضان.
ثم قالت الوصية: وأيضًا أوصى فيما استثني في ما وهب أولاد ابنه سليمان، وذلك كما قلنا أنه كان وهب أولاد ابنه سليمان: حائط نخل واستثني منه ما ذكر هنا لم يدخل في الهبة، وفسر ذلك بقوله: وهو خمسين وزنة تمر في ملكه بالمريدسية، منهن عشر وزان الإمام مسجد المريدسية وعشر للسراج، وهو سراج المسجد، والمراد أن عشر وزان تباع ويجعل ثمنها في ودك وهو الدهن المتخلف من إذابة الشحم لإيقاد سراج المسجد.
وواضح أن العشر وزان قليلة على سراج المسجد لو كان السراج يوقد طيلة السنة، ولكن الواقع أنه لا يوقد إلّا في فصل الشتاء حيث يصلون في الخلوة التي هي كالمنزل تحت الأرض، أو في مبنى المسجد الذي يكون مغلقًا