للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وطلابه بذلك حتى إنه إذا دعاه أحد على فهوة أو غداء أو عشاء كان لابد من أن يقرأ عليه أحد الطلبة الذين يكونون معه في أحد الكتب ويقرض الشيخ عليها، وقد يثير بعض الطلبة أو الآخرين أسئلة وتجري مناقشات حول ذلك.

ومنهم صديقنا وزميلنا علي بن عبد العزيز العجاجي من طلبة العلم الملازمين للمشايخ قضاة بريدة فكان الشيخ عمر بن سليم رحمه الله يأخذه معه إذا سافر.

ثم كان شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضي بريدة والقصيم رحمه الله - يستصحبه معه لا يكاد يسافر بدونه خارج بريدة، وقد سافرت مع الشيخ عبد الله بن حميد عدة أسفار كان معنا فيها علي العجاجي يكل الشيخ إليه تصريف أموره المالية وغيرهاه في تلك السفرة إلى كونه طالب علم يستطيع مراجعة الكتب وقراءة المسائل التي يطلبها الشيخ.

وأطول سفرة معه كانت في عام ١٣٧٢ هـ إلى عدة مدن من الحجاز استمرت السفرة أكثر من ثمانية أشهر.

وقد بدأت من بريدة إلى الرياض في أول عام ١٣٧٢ هـ ثم من الرياض بالطائرة الملكية قبل إنشاء الخطوط السعودية إلى جدة وبقينا في مكة سبعة أشهر وذلك في مهمة إنهاء القضايا القديمة المتأخرة في محاكم الحجاز، وقد ذكرت ذلك مفصلًا في كتاب (رحلات في البيت) وكتاب (ستون عامًا في الوظيفة الحكومية) ومن مكة المكرمة انتقلنا إلى الطائف فجاء فيها تعييني مديرًا للمعهد العلمي في بريدة وهكذا من الأمور التي لا تنسى في تلك الرحلة.

ومن التي لا تنسى على نطاق شخصي أيضًا في هذه الرحلة أن الأخ الشيخ علي العجاجي قال لي: الشيخ عبد الله يدعوك يريد شيخنا عبد الله بن محمد بن حميد، لوحدك في غرفته، وكل واحد منا له غرفة خاصة، وذلك أمر قليل في ذلك الوقت، ولكن الحكومة كانت استأجرت لنا بيتا في الطائف كبيرًا.