للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنهم الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز العجاجي طلب العلم في شبابه على المشايخ ونشأ على ذلك مثلما كان والده، وعمه الشيخ علي من طلبة العلم المقربين من المشايخ آل سليم، ثم اشتغل بالتجارة فكان يتاجر بالبضائع ما بين مدن الحجاز والقصيم، ثم صار يعمل في تجارة العقارات.

وكان وجيهًا كريمًا قاضيًا لحاجات الناس محبًا للخير ولعمل الخير، إذ أسهم إسهامًا فاعلًا متكررًا في الجمعية الخيرية في بريدة وفي جمعية تحفيظ القرآن الكريم حتى توفي في صفر عام ١٤٢٢ هـ رحمه الله.

وكان إلى ذلك معروفًا بالشهامة والرجولة أذكر شاهدًا يتعلق بي، ولو كان الأمر مقتصرًا عليَّ لما استحق الذكر هنا لأنني صديقه وزميله في طلب العلم ولكنه معروف بمحبته لقضاء حاجات إخوانه.

كانت لي دكاكين من الطين ثلاثة واقعة على شارع الحبيب، وكنت أوجرها أجرة قليلة لأن ذلك كان مستوى الأجور في عشر الثمانين من القرن الماضي، ولكن المستأجرين لم يكونوا يحافظون عليها حتى ذكر أنها عابت أي أصاب بناءها خلل فأمرت بلدية بريدة بإغلاقها وعدم اشغالها، وكنت آنذاك في المدينة المنورة إذ كان عملي انتقل إليها، فكتب إلي الشيخ عبد الله بن محمد العجاجي ما معناه أن الدكاكين الآن لا ينتفع بها وإن موقعها جيد على شارع الحبيب العام.

ثم جاء إلى المدينة الغرض من الأغراض فاجتمعت به وعرض عليَّ أن يهدمها ويبنيها بالأسمنت المسلح، فقلت: هذا جيد ولكنها تحتاج إلى نقود، فقال: هذا لا يهم.

ثم قام بالفعل بالحصول على رخصة بناء وبناها ولما استتمت أرسل إليَّ كتابًا معه تكلفتها فشكرته وأرسلت إليه مبلغًا منه، ثم أرسلت إليه الباقي بعد ذلك، وقد بلغ ما أنفقه عليها في ذلك الوقت ٢٧ ألفا وأربعمائة ريال.