ورؤاهم في الحياة، ومواقفهم من الآخرين، وخاصة ما يتصل بتاريخ مدينة بريدة عاصمة القصيم.
وإذا كانت المعلومات الدقيقة الكثيرة الغزيرة التي جمعت في هذا الكتاب مهمة؛ فإن الأهم أيضًا هو ذلك المنهج والفتح المهم الذي درج عليه في إيراده للوثائق وشرحه لمدلولات ألفاظها وعباراتها وتجميع قصاصاتها المتمزقة والمتفرقة في جهد بحثي فريد.
وإذا كانت البهجة تطوق مباسم الكثيرين في خروج هذا المعجم الكبير إلى حيز الوجود؛ فإن الأمل أن يكون في إصداره تحفيز للهمم وشحذ العزائم في العناية بتلك المعلومات الرائدة في الكتاب وحملها على محامل حسنة بعيدًا عن الخوض في النيات وإثارة النعرات، وأن يعني الباحثون في استخراج دراسات جادة تتناول الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والشرعية في تلك الوثائق المشتملة على مبايعات ومداينات ووصايا وأوقاف ومراسلات وإخوانيات.
كما أبان المؤلف في هذا السفر الكبير وبتفصيل دقيق وعناية تحقيقية فائقة الحراك العلمي والثقافي والفكري والأدبي الموجود في بريدة منذ مئات السنين واستعرض الكتب والمقالات وزف الشعر بشقيه الفصيح والعامي, ليعيش القارئ في هذه المجلدات الحافلة في حديقة غناء مملوءة بالمفيد والسديد.
لقد وقفت خلال السنوات الماضية وعن قرب شديد على الجهد العظيم والوقت الطويل الذي يقضيه شيخنا في قراءة الوثائق وتحليلها ومخاطبة الأسر ومهاتفتهم ومطالبته بتزويده بما لديهم من أوراق ووثائق.
وكنت ألحظ عليه مدى العناء والمشقة التي تحملها في سبيل إخراج هذا الكتاب إلى القراء في أبهى حلة وأجمل صورة ليفي بوعده لقرائه ومريديه ومحبيه،