ونحن نعلم أن هذا المعجم هو أحد فرائد الشيخ ومشاريعه الرئيسة في التأليف، ولذلك نجده يشير إليه في أوائل مؤلفاته، كمعجم بلاد القصيم الخاصة بجغرافيتها، وفي غيره من الكتب، وذلك يدل على الإيمان العظيم بهذه الرؤية في طريقة التأليف، خاصة إذا تذكرنا أن للشيخ للمؤلف منهجًا فريدًا في التأليف.
وإذا كان معدودًا من المكثرين في التأليف على مستوى العالم، فإني ألفت الأنظار هنا إلى أن الشيخ المؤلف له ريادات في التأليف، وله رؤي ومشاريع تخصه لا يشاركه فيها إلا القليل من الباحثين، وذلك كالتأليف في المعاجم البلدانية والجغرافية واللغوية وغيرها، بالإضافة إلى ما عرف واشتهر عنه من أنه الرحالة الذي طوف آفاق الأرض زيارة وكتابة عنها، وما زلت أتذكر الاحتفاء الكبير الذي يجده - حفظه الله - من كبار الباحثين على مستوى العالم من المهتمين بالرحلة بطريقته في التحقيق.
إنني على يقين تام أنني لن أستطيع تقديم تفصيل دقيق عن رحلة صاحب المعالي شيخنا محمد العبودي مع هذا المشروع العلمي الكبير التي تجاوزت سنين عديدة، إلا أنني أستطيع أن أؤكد وأجزم بأن هذا الكتاب أوسط العقد لمنطقة القصيم التي بدأها بالمعجم الجغرافي وجاء "معجم أسر بريدة"، الذي سيكون بداية التأليف في المعاجم الخاصة بنواحي القصيم الأخرى.
كما يلحظ القارئ الأسلوب السهل الذي قدم به كتابه بعيدا عن الكلفة الأدبية واللغوية مركزًا على الغاية من هذا الكتاب وهو تاريخ الأسر ووثائقها، وهذا يتسم مع الهدف العام للكتاب، وهو تقديمه لجمهور القراء والباحثين على اختلاف مستوياتهم، فهو كتاب يرصد ثقافة الناس ومعارفهم، وحين خلت الساحة من هذا المشروع الضخم فترة طويلة، وجب أن يأتي على هذه الشاكلة في قربه من