وفي أثناء طريقنا التقيت برجل من أهل شقراء معه أيضًا إبل وصبيان، في (العتش) ثادق (ما بين الرياض والقصيم) يريد السفر مثلي إلى (أبو عينين) فتعرفت عليه واسمه (محمد بن صالح بن عيفان) وكان الفصل من السنة فصل الربيع، ونعم الله ضافية في البراري من أنواع النباتات والزهور وطيب الهواء والظباء والحباري والأرانب عن يميننا وشمالنا عدد الرمال ونحن مستمرين بالمسير إذ صادفنا مخيم بالدهناء في محل يسمى (السيبية) عند (عريق الدحول).
تساءلنا أنا ورفيقي محمد ما هذا المخيم الضخم؟ يمكن يكون الملك عبد العزيز مخيم بالبر؟ !
وفعلا كان هو الملك عبد العزيز - رحمه الله.
حيث اتجهت إلينا سيارة من نوع (الجيب. ولز) وسلم علينا سائقها، وقال النا: مرسلني لكم الملك يقول: لازم يجون يسلمون ويشربون القهوة، ركبنا معه أنا ورفيقي (محمد العيفان) وأما العمال والإبل فإنهم استمروا في سيرهم ببطء وصاروا حوالينا يرعون الإبل وينتظروننا بالقرب من المخيم.
وصلنا إلى الملك - رحمه الله - وسلمنا عليه وأمر بالقهوة فأحضرت فأحتسينا القهوة معه، وجلس محمد عن يمين الملك بحكم العمر حيث عمره حوالي (٣٥) عامًا وأنا عن يساره، سأل الملك - رحمه الله - رفيقي من أين أنتم؟ أجاب الرفيق محمد: أنا من أهل شقراء واسمي (محمد بن صالح العيفان).
فقال الملك - رحمه الله -: ونعم بأولاد زيد، وعلى الرأس إخواننا في الله وراشدة الجماعة الذين عليهم العلم (كبار الجماعة) وسأله كيف حال (البواردي و (العيسى) و (الخراشي) وكيف حال باقي الجماعة؟
ثم التفت الملك إليَّ، وقال لي أنت من أين؟ قلت: من أهل بريدة.