أخبرني محمد بن حمد العمري من أهل عنيزة وهو راوية للشعر العامي وكاتب له وصديق للراوية الكبير عبد الرحمن بن إبراهيم الربيعي، وكان الربيعي ينزل عنده في بيته في الرياض إذا جاء إلى الرياض، قال:
شعر محمد العلي العرفج أفسده الرواة حتى أصابه الخلل فكتبه عبد الرحمن الربيعي وأصلحه وأقام وزن غير الموزون منه.
أقول: هذه آفة الشعر العامي أن رواته يستجيزون أن يغيروا منه ما يحتاج إلى تغيير، وطالما اختلفت مع بعضهم وبخاصة الشاعر الراوية منديل بن محمد الفهيد عند هذا الأمر، فأنا أقول لهم: إنه لا يجوز لهم أن يغيروا شيئًا في شعر غيرهم، وهم يصرون على ذلك محتجين بأنهم يرون الشعر مكسور الوزن، ويعرفون أن ذلك من الرواة، وليس من الشاعر الذي يعلمون أنه قوي في الشعر لا يقول شعرًا مختل الوزن.
فيحاولون أن يقيموه سواء أكان ذلك تحريفًا من النساخ أو الرواة بما يستقيم به وزنه ولو أدى ذلك إلى تغيير بعض الأبيات الشعرية.
وبعض رواة الشعر من الشعراء خاصة يبدلون بعض الألفاظ التي يرون أنها غير لائقة دينًا وعرفًا بألفاظ من عندهم من دون أن ينبهوا إلى ذلك، فكأنهم انطقوا ذلك الشاعر بما لم ينطق به.
لقد كانت حياة محمد بن علي العرفج مضطربة لأن البلاد كلها كانت مضطربة عقب تخريب الدرعية على يد إبراهيم باشا وجنوده، وأخذه معه أمير القصيم العتيد حجيلان بن حمد الذي لم يكن أحد يطمع في الإمارة ما دام هو حيًّا.
لذلك تنازع محمد العرفج هو وعبد العزيز بن محمد آل حسن آل أبو عليان على الإمارة وفي الحوادث التي تلت رجوع بعض الشخصيات المهمة إلى نجد