بعد أن كان المصريون أو هم الأتراك كما كان يسميهم مؤرخوا نجد هم المسيطرون وحدهم فيها إلى أن قام الإمام تركي بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وحكم من الرياض، وكان عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان هو المفضل عندهم لتولي الأمر في القصيم مع أن الأمور لم تكن قد استتبت تمامًا فكان حكام المناطق والبلدان الأخرى يتمتعون باستقلال داخلي، بل بأكثر من ذلك، ومن ذلك منطقة القصيم فقد عاد فيها (آل أبو عليان) إلى التنازع على الإمارة، وكان من أبرز المتنازعين عليها محمد العرفج وعبد العزيز بن محمد مما استدعى الإمام تركي أن يطلب من محمد العرفج أن يأتي إليه في الرياض ثم أمره بالإقامة عنده في الرياض.
وأخيرًا رأى الإمام تركي أن يرسله أميرًا في الجوف وقد نسجت العامة حول ذلك مأثورات شعبية وأشياء أخرى لم يذكرها المؤرخون وهي أن الإمام تركي أرسل محمد العرفج أميرًا على الجوف حتى يعرضه لأن يقتله أهل الجوف فيستريح منه، كما قيل.
وقالت العامة: إن أهل الجوف في ذلك الوقت كانوا على درجة من عدم نشر الدعوة لذلك كانت لا تزال عندهم مجالس للطرب وإنشاد الشعر مع أن أمثالها قد انقرض في كثير من مدن البلاد وقراها القريبة من الدعوة واستعاض الناس بحلق الذكر وبالصلوات والأذكار.
وعندما عينه الإمام تركي على إمارة الجوف أرسل معه مرافقين لحراسته من أعدائه، ولم يأذن له بدخول بريدة لما يخشى من الفتنة بينه وبين أمير بريدة عبد العزيز آل محمد، فأنشأ محمد العرفج قصيدة له عندما حاذى مدينة بريدة في طريقه من الرياض إلى الجوف قال فيها:
لي ديرة صوت الضحى عَنْ أو أقرب ... وابعد من الأمصار شوفي خَياله
داير بها أشرب يا شريبي، وأنا اشرب ... وأنا يتمني شرب دمي رجاله