فقط عمي صالح ووالدي حمد وبقيا بعد أبيهما سنتين متفقين ثم تقاسما الميراث وافترقا وسلك كلاهما طريقة الاتجار.
أما العم صالح فاستمر مثابرًا على تعاطي التجارة في بغداد إلى أن توفي في شهر صفر سنة ١٣٣٥ هجرية وعمره ٨٥ سنة، وقد خلف مالًا جسيمًا وأعقب ابنين وثلاث بنات، أما الابنان فهما عبد الرحمن وعبد العزيز وقد دخلا في مكاتب بغداد الابتدائية وحصلا فيها، أما عبد الرحمن فترك القراءة بعد وفاة أبيه، وأما عبد العزيز فأولع في تلقي العلوم العصرية واللغات الإفرنجية، فأدرك منها حظًّا وافرًا فقد أوفي مدرسة التفيض ثم انتقل إلى كلية الأمريكان ببيروت ونال شهادتها وانتقل منها إلى (جامعة ايدنبره) ونال شهادتها أيضًا، وهما حيان يرزقان.
وآما والدي حمد فاستمر يتعاطى التجارة في بغداد أيضًا وفي سنة ١٣٢٠ هجرية نفي هو وشيخنا العلامة السيد محمود شكري أفندي الألوسي وابن عمه ثابت أفندي الألوسي بوشاية بعض المفسدين في بغداد إلى الموصل فهب أهله للدفاع عنهم فأطلقوا ورجعوا إلى بغداد بعد إقامتهم في الموصل سبعة أشهر، وفي شهر شوال سنة ١٣٢٧ هجرية عزم على ترك العراق ...... في طريق البصرة، انتقل إليها من بغداد في أواخر شهر شوال ١٣٢٧ هـ وصار يسكن البستان في أيام الصيف وأما في الشتاء فيسكن في ناحية الزبير من النواحي التابعة لواء البصرة.
وفي سنة ١٣٢٨ هـ جرت الفتنة بين سعدون باشا السعدون والشيخ مبارك باشا الصباح فاقتتل الطرفان وانتصر سعدون باشا على الشيخ مبارك وسميت تلك السنة بسنة هدية ورجع الشيخ مبارك منهزمًا فشرع بجمع الجنود والمهمات والذخائر لإعادة الكرة على سعدون باشا فتطوع الوالد عليه الرحمة الصلح بينهما حقنًا للدماء فلم ينجح في سعيه، ولما رجع افتكر والي البصرة في