وجود الربيع بل يقل عندهم الطعام يوجهون الدعوة (الجفلي) أي العامة مثل هذه.
وكانت عند عبد الله بن موسى العضيب عادة حميدة واستمر عليها إلى قبيل وفاته، وذلك أنّه يفتح بابه بعد صلاة المغرب من كل يوم لمن يشاء أن يدخل إليه فيدخل ويجد القهوة المبهرة والماء البارد في القيظ، ويجد إلى ذلك فائدة علمية دينية، لأنه يحضر عنده إمام المسجد يقرأ عليه أبناؤه وإخوانه، ومن يشاء من غيرهم في درس في بيته كل يوم.
وقد أدركت من ذلك أن الشيخ صالح بن إبراهيم بن كريديس هكذا عنده في مغرب كل يوم فقرأت عليه، ثم لما انتقل خالي إلى بيت آخر إلى الشمال من مسجد ابن مساعد الذي هو الآن مسجد جامع، وكان يؤم النّاس فيه الشيخ صالح السكيتي فكان يحضر بعد مغرب كل يوم إلى بيت عبد الله بن موسى بن عضيب ويجلس فيه للدرس فكنت ممن جلس إليه وقرأ عليه فيه.
وكان إلى ذلك يفعل ما كان أهل الخير من الأثرياء أو الميسورين يفعلونه وهو إيقاف أشياء أي جعلها وقفًا للانتفاع منها دون بيعها ولا يجوز بيعها حتى له فهو يكون قد أوقفها ومن ذلك طائفة من الكتب العلمية مثل (الهدي النبوي) و (صحيح البخاري) و (مشكاة المصابيح) فكان يشتريها ويجعلها وقفًا لله تعالى على طلبة العلم وقد رأيت نسخة من مشكاة المصابيح كتب عليها أنها وقف تحت نظر إمام مسجد ابن مساعد وهو المسجد الذي يصلي فيه، وإمامه هو شيخنا الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي.
وهناك أشياء من هذا القبيل يوقفها كما أوقف الكتب من مواعين لا تتوافر في كل بيت ومن أدوات.
من ذلك أنّه أوقف (حجري) وهو القدر الكبير من النحاس الذي يحتاج إليه لطبخ ذبيحة، أوما يكون في حجمها من الطعام كالجريش.