فيها على ما يرام تغير وجهه، وقال: أنت ما طعتني أنت أكلت تمر، ثم ذاق طرف الجرح بطرف لسانه، وقال: أكلت تمر! ! !
قال: فأخبرته وصممت على إلَّا أعود مرة أخرى إلى أكل التمر حتى شفيت.
أقول: اعتاد المجبرون على أن يمنعوا الكسير وهو من كسرت رجله من أكل التمر وذلك ناشيء عن تجاربهم بأن من كان عنده مرض السكر فإن كسره لا يجبر إذا أكل تمرا، مع أنهم لا يعرفون مرض السكر، ولذلك منعوا عن الكسير أكل التمر سواء أكان معه مرض السكر أم لم يكن.
ولشيء آخر معروف في الطب وهو أنّه إذا زاد مستوى السكر في الجسم إلى حد معين حتى ولو لم يكن الشخص مصابا بالسكر، فإن ذلك يؤخر التئام الجروح.
كان عبد الله بن موسى العضيب هو (نائب السوق) أي مرجع المتخاصمين والمتنازعين فيه، والمراد سوق البيع والشراء في بريدة، وهو أيضًا المسؤول عن سير الأمور فيه، وقد عُين لذلك بأمر من الأمير عبد الله بن فيصل الفرحان أمير القصيم والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، فكان عنده رجَّال من رجال الأمير معه عصاه يأتمر بأمره فيجلب إليه من يحتاج إلي جلب ويضرب من يحتاج إلى تأديب بالضرب ولذلك قال بعض النّاس: إنّ عبد الله الموسى العضيب يحكم وينفذ وهو ليس بعالم.
وقال لي أخوه غير الشقيق صالح بن موسى العضيب وهو طالب علم مجيد: يا أخ محمد أخوي عبد الله يحكم على النّاس وينفذ حكمه، والأحسن نقول له أنا وإياك.
فذكرت له أي لخالي عبد الله ذلك، فقال: أنا قلت للشيخ ابن حميد: يا شيخ فيه أمور صغيرة وأمور واضحة لي يختصم فيها أناس عندي، وأفصل بينهم حسب اجتهادي فهل يجوز لي ذلك؟ أم لابد أن أرسل المتخاصمين إليك؟