قال فقال الشيخ ابن حميد: افصل بينهم بما تراه وفهِّم الذي ما يقنع منهم أن له الحق أنّه يجي لي - أي القاضي - إنّ لم يقتنع بما عملته أنت.
قال: وكذلك قلت للأمير ابن فيصل فقال لي قريبًا من ذلك.
من تلك المسائل ما حدّثني به مرشد بن محمد المرشد من المرشد الذين هم من (آل أبو عليان) حكام بريدة السابقين وهو والد الدكتور علي المرشد الرئيس العام لتعليم البنات، قال:
تركت الفلاحة في العاقول لعدم جدواها وجئت إلى بريدة كما تعرف وليس معي رأس مال فصرت أشتري وأبيع بالغنم فيما لا يتطلب مالًا كثيرًا مثل عنز أو عنزين وشاة وشاتين، وأحيانا أبيعها لغيري بالسعي.
ومرة جلبت في جردة بريدة رعية من الغنم النجدية الأصيلة التي رؤسها بيض، وأجسادها سود وتبلغ نحو تسعين رأسا وصار صاحبها يحرج عليها بواسطة أحد الدلالين فأسر إليَّ أحد التجار قائلًا: إنّ هذه الغنم يسومها الآن فلان، ولا أحب أن أزيد على سومه فيغضب علي، فأنت شترها لي، قال مرشد: وبطبيعة الحال ليس عندي ثمنها، ولكن ذلك التاجر ثري ويريدني أن أشتريها له.
قال: وكان دلالها ينادي عليها من ٨٥ أي كل خروف بـ ٨٥ ريالًا فقلت ٨٦ فزاد التاجر الأول ريالًا وأحد فزدت عليه ريالًا لكل خروف، ولكنني لم أكن أرفع صوتي، فسأل التاجر الأول فائلا للدلال: من يسومه؟ هو صحيح؟
فقال الدلال: إلى كذبت فَسنِّد، اللي يسومها هالرجال.
فلما رآني التاجر لم يكن يعرفني، ولكنه يعرف أنني لست من أهل الثراء ولا أستطيع أن أشتري مثل هذه الرعية الجيدة الغالية من الغنم النجدية.
فقال لي: أنت اللي تسومها، أنت وش أنت حتى تشتري مثل ها الرعية؟