قال مرشد: فلما قال لي ذلك، أخذني غيظ عظيم، وقلت له بحدة، أنا من أنا؟
أنا أنشد عن أهل بريدة كلهم، لكن أنت من أنت يا الصلبي، يا أبا المناقيش، والمناقيش هي التي ينتفش بها الشوك أي يستخرج من الجسم ويصنعها الصلبة، وكانت أسرة ذلك التاجر ترمي بأنها من الصلبة.
فقال التاجر للحاضرين: اشهدوا عليه يا ناس، والله لأروح لأبو موسى، يعني نائب السوق عبد الله الموسى العضيب.
ودخل التاجر إلى عبد الله العضيب في دكانه في شرق الجردة.
وبعد فترة خرج منه وجاءني رَجَّال الشيوخ الذي عند أبو موسى وقال لي: يقول لك أبو موسى: تعال.
قال: فلما دخلت عليه قال: لي وش أنت قايل لفلان؟ فأخبرته بما قلته بالضبط فقال لي أبو موسى: ها الحين الرجال جاي لمي، يقول: أبي حقي منه، أبيه يثبت إني صلبي، وإلَّا يسجن ويضرب على افترائه عليَّ.
ثم قال لي: أنت عندك شهود يا مرشد - انه صلبي؟
قال: فقلت له: النّاس يقولونه، فقال: الرجل يقول: أبي حقي منه وأعرف تراي أبي أرسلك مع رجال الشيوخ اللي عندي هالحين يحبسك ويروحك للشيخ ويطلب الشيخ منك إثبات وشهادات ناس عدول، إنّه صلبي، الشيخ لا بد أنّه يستفصل الشهود ويتحقق من صحة شهادتهم فهل أنت على يقين إنك تلقي الشهود اللي يشهدون عند الشيخ أنّه صلبي؟
قال: قلت: لا.
فقال أبو موسى: أنت - يا ولدي - أخطيت عليه بقولك له: إنّه صلبي، قال: فقلت: هو أخطا علي، بقول: أنت وش أنت؟ وأنا يعرفوني أهل بريدة، فقال أبو