غرتني المشيه ولبس السعادين ... واثره جحور ما به الا الحصاني (١)
قالوا: وكان إنشاده هذه الأبيات هو الذي يريدونه فدفعوا إليه بعد ذلك أكثر مما كان أمله فيهم، لأنهم عرفوا مقدار حاجته.
كان (قعدي) أي بدوي قد هجر حياة البادية ولازم مدينة بريدة صديقًا لابو علوان يجالسه ويناشده الشعر يكنى (أبا ليثان) وهو شيخ مسنٍ، له ولد اسمه ليثان فتى صغير، فقال أبو ليثان مرة لأبو علوان:
عسى تهَيَّا عشرتك يا أبو علوان ... تضحك ولا تصغي لنا من حلالك
فقال أبو علوان:
هذا زمان هايل يا أبو ليثان ... اليوم ما ترجي العطا من عيالك
جزل العطايا جالس وصط برزان ... يبهج ضماك إن كان ربك صخي لك
يشير بذلك إلى حاكم نجد في ذلك الوقت وهو محمد بن عبد الله بن رشيد الذي مات في عام ١٣١٥ هـ.
فقال أبو ليثان عندما سمع بيتي (أبو علوان) عز الله أن الله فتح لي ولك رزق بهذين البيتين يا أبو علوان.
فلم يفهم أبو علوان كلامه ولم يصدق ظاهره.
فسافر البدوي من فوره إلى حايل ودخل إلى مجلس الأمير محمد بن رشيد وسكت حتى أكمل أهل الحوائج ذكر حوائجهم ولم يبق في المجلس إلَّا القليل فالتفت إليه محمد بن رشيد قائلًا: