قبل المليدا، فكان والدي عبد الرحمن وأبو علوان من أوائل من يكتبونهم للغزو، فساموا من ذلك وبخاصة أن الغزو يكون في الشتاء ولا فائدة منه لهما.
وفي سنة من السنين كانت مخصبة رأو أن يتغيبوا عن الغزو فاشتروا سلعًا من سلع البدو كثيرة في القيظ وذهبوا بها ونزلوا عند آل حسين من شمر وكانوا أصدقاء لوالدي عبد الرحمن أقول: أنا مؤلف الكتاب: استمرت صداقة آل حسين هؤلاء مع والدي ناصر إلى قرب وفاته فكانوا ينزلون عندنا، ويقيمون أياما.
قال: وكان الخير كثير عندهم من اللبن والسمن والأقط، فباع والدي وأبو علوان بضاعتهما بيعًا طيبًا.
ولما عرفا أن الغزو قد فارق بريدة منذ أيام عادا إليها ففوجئا بالحصان وهو رجل حسن المهنا أي الذي ينفذ أوامره يقول لهما: الأمير حسن أرسل خط يبي (لحيق) للغزو.
و(اللحيق) هو الذي يرسل بعد الغزو الرئيسي ليزيده قوة.
وقد كتبوا على رأس قائمة (اللحيق) عبد الرحمن العبودي وناصر أبو علوان، وقال لهما الحصان: ترى وعد (اللحيق) النقيب يتجمعون به، (النقيب) في شرق بريدة ذكرته في (معجم بلاد القصيم).
ولم يسعهم إلَّا الإمتثال: وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة باتوا مع مئات في (اللحيق) بمعي الغزو الإضافي في النقيب ريثما يجتمعون كلهم فنزلوا على حافة غدير وهو الشعيب الذي فيه ماء متخلف من ماء المطر معهما شراع صغير كانوا أوقدوا فيه النار للتدفئة بالليل، ومعهما جمل شعر بشدة البرد فاقترب من الشراع يبحث عن الدفء وبرك وهم لا يشعرون بذلك، وقرب ذيله من جهة الشراع وكان أبو علوان نائما فيه فما شعر إلَّا ببول الجمل على رأسه،