بقوا، وهم الأكثر بالطبع، وهذا ما أشار إليه في قصيدته:
خمسة شهور وأنا حفيان ... آطا على قاسي الخَدِّ
والخد هنا وجه الأرض كما هو معروف.
ومن طرائف (أبو علوان) الشاعر أبياته في (خروف الجلاجل) وقصته أن الأمير مهنا بن صالح أبا الخيل أمير القصيم كان تزوج (لؤلؤة الجلاجل)، وكان من عادة أهل بريدة في تلك الأزمان وفي الزمن الذي أدركناه أن الزوج لابد من أن يترك زوجته في بيت أهلها لمدة سبعة أيام إن كانت بكرًا وثلاثة أيام إن كانت ثيبًا، ثم تنتقل بعد ذلك إلى بيته.
ولابد أيضًا من أن يحضر إليها في بيت أهلها في وسط النهار قبل الظهر لينام عندها القيلولة وهي وقت القائلة، ويسمونها المقبل، يقولون:(قيَّل) فلان عند امرته في بيت أهلها.
وكانت لؤلؤة الجلاجل جميلة جمالًا نادرًا قليل النظير، وجمالها معروف للناس، وعندما كانت تستعد لمجيء الأمير إليها، وكانا ينامان في روشن وهو غرفة في الطابق الثاني، كانت عليها خلاخيل في رجليها، وهي ذات صوت إذا احتك بعضها ببعض، وإن كانت في الأحوال العادية لا تحدث صوتًا وعليها ثوب كين أي صيني من الحرير.
وكان عندهم خروف صغير في البيت قد ربوه فصادف أن الخروف كان في السطح وكان جداره غير مرتفع فذعر الخروف فقفز ووقع على أرض السوق الذي كان إلى الشرق من بيت الجلاجل، وقد أدركته وعرفته كان ملاصقًا للجامع في القديم، لا يفصل بينهما إلَّا زقاق غير واسع، وكان سوق البيع والشراء هذا أسفل من بيتهم.