قال ذلك عندما أراد أن يسافر ويستدين من أحدهم دينًا وقيل: إنه أراد منه أن يعطيه بضاعة وهي النقود التي تعطي على سبيل المضاربة بحيث يعطي صاحب النقود نقوده إلى شخص ليس عنده نقود ولكنه عنده القدرة على البيع والشراء بها بغية التكسب، وكثيرًا ما يكون ذلك عن طريق الأسفار، وتكون لصاحب النقود حصة من الربح يتفق عليها وتكون للعامل الذي يأخذها حصة يتفق عليها أيضًا.
ومن شعر أبو علوان قصيدته التي أولها:
قال الذي ما قال زود ولا زور ... وقول بلا فعل هله بقمحون
وقد قالها أبو علوان في الثناء على محمد الشريدة وأخيه منصور وكانا شريكين في المال وعندهما مقادير كبيرة من التمر في سنة الجوع التي مات فيها أناس كثير من الجوع وهي سنة ١٣٢٧ هـ فالشريدة تبرعوا بكل ما عندهم من التمر وتصدقوا به على المحتاجين رغم كونه يمثل ثروة طائلة لغلاء التمر في تلك السنة.
وقد أراد الأخ منديل بن محمد الفهيد صاحب برنامج (من البادية) في الإذاعة السعودية أن يذيع هذه القصيدة ولكنه لم يحصل منها إلَّا على ثلاثة أبيات هي:
أنا قصير محمد هو ومنصور ... دفع البلا لبلادهم يبذلون
من طلعة النجمة إلى قدة النور ... وصحونهم بإيمانهم يطعمون
لي قيل: خفوا جا مع السوق طابور ... عجز وشيبان سواة الشنون
وقدم لها منديل الفهيد بيتين من نظمه هما:
وقت جرى جوع به السعر محصور ... بات القصا من قلِّ ما ياجدون