كان ملكًا لأبو وادي الأسرة التي ذكرناها في حرف الألف، ولكني عندما عرفته في أول حياتي لم يكن فيه نخل وإنما أثل وآثار نخل يعرف بملك أبو وادي حتى إن ممر الرمل الذي يصعد من الخب الذي فيه بريدة القديمة إلى ما كان عنه غربًا كان يسمى (جادول أبو وادي)، والجادول هو الطريق في النفود.
ويجب أن نذكر أن الوجيه العمراني عبد العزيز بن الشيخ الشهير عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين الذي كان الإمام فيصل بن تركي رحمه الله عينه في بيت مال القصيم قد سكن بريدة، فحفر بئرا، وغرس نخلا في النفود الذي خلف العجيبة من جهة الغرب، واشترى الملك الذي آل إلى عمر العليط وهو المذكور هنا.
وأما الآن فإن كل العجيبة وما كان عنها جهة الغرب قد صار بيوتًا وشوارع، ودارات (فيلات)، ولم تكلف بلدية بريدة نفسها ولا غيرها بكتابة تاريخه، لذلك حرصت أن أورد فذلكات أو قل: إنها فقرات من ذلك في كتابي (معجم بلاد القصيم) كما أحببت أن أذكر في هذا الكتاب إشارات لذلك.
وقوله في الوصية: وهو أي المقطر متخالف على ساقي الأصبع، هذا لا يفهمه الجيل الجديد من القراء الذين بعد عهدهم، بل عهد أبائهم بالنخيل ومصطلحاتها فنقول: إن مقطر النخل وهو الصف منها يكون غرسه على طريقتين الأولى وهو الأكثر والأشهر تكون على ما ذكر هنا نخلها متخالف على الأصبع الذي هو الساقي بمعنى الجدول، أو القناة الصغيرة متفرعة من ساق أكبر.
وذلك بأن تغرس نخلة على يمين الساقي - مثلًا - ثم تغرس الأخرى على يسار الساقي بعد مسامتتها بقليل بحيث لا تضايقها، ثم بعد مسافة أخرى قليلة تغرس نخلة جهة اليمين ولكن الجهة اليسرى المقابلة لها من الساقي تكون خالية وهكذا.
وذلك لكي تحصل النخلة على ما تحتاج إليه من الشمس والهواء بل والماء من جهات أربع.