للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبسبب إزالة ما في تلك الأرض من ركز الأثل، وإقامة السور، سلمت المقبرة مما كان يرى فيها من الأذى الذي لا ينبغي تركه، ولا الإغماض عليه لما للمسلمين من الكرامة أحياءً وأمواتًا.

ومن الأعمال الخيرية التي ابتدرها هذا الرجل قبل أن تطلب منه، أو يسبقه غيره لمثلها، التبرع بأجزاء من العقارات التي بيده داخل البلدة توسعة للشارع العام المجاور لها من الشرق، والذي كان ضيقًا ومتعرجًا، فاتسع بسبب تبرعه، وزالت عنه جميع المعوقات التي كانت تؤذي سالكيه (١).

والشيخ ناصر العمر.

قال الشيخ صالح السعوي:

وممن تولى منصب إمارة هذه البلدة من الأهالي، الرجل العاقل البصير الشيخ ناصر بن إبراهيم العمر، رحمه الله تعالى.

فإنه تولى مهام الإمارة بعد وفاة أبيه إبراهيم الذي كانت إمارة البلدة بيده.

وكان جديرًا بأن تسند إليه المناصب المهمة لما يتمثل به من الرجولة والشجاعة والكرم، والصبر والمصابرة والمرابطة للوفاء بالحقوق الملزمة بحكم المنصب، يضاف إلى ذلك أن الله منحه العلم الديني الشرعي، إذ هو من مشاهير علماء هذه البلدة، وجاء ذكره من ضمنهم، فكان يؤدي الخدمة في منصبه على بصيرة في دين الله، فاجتمعت له الخصال الطيبة التي هي أهمها العلم الذي يكتسب صاحبة الموفق للعمل به الأثر الصالح في النفس، والخَلْق والأدب، وفي القول والعمل، فالعالم العامل بعلمه، يكون فعله حسنًا، وعمله صالحًا، وقوله سديدًا، وشارك العلم رزانة العقل، والتبصر بأحوال الناس ومقاصدهم.


(١) المريدسية ماض وحاضر، ص ٤٧١.