للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولهذا فإنه قام بما يلزمه من مهام الوظيفة التي وكلت إليه، واعتمد لها، ورغب فيه الأهالي، واعتبروه من الأكفاء، واستحلوا تصرفاته.

كما كان فيه عونًا لأهل الخير والصلاح والإصلاح من العلماء والدعاة، والأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ورجال الحسبة (١).

وذكر أيضا علي بن إبراهيم العمر، فقال:

وممن جمع بين منصب الإمارة وبين الانضمام لجماعة النظر والتقدير: الرجل الذي هو في عداد الأذكياء العقلاء، الكرماء الأسخياء الأمير المحبوب، والصاحب المرغوب، علي بن إبراهيم العمر رحمه الله.

الذي كان في حياته يتولى أعمال إمارة البلدة، وانقضى عمره وهو يواصل في أعمال الخدمة، حتى إنه فاجأه الموت، وقبضت روحه وهو في أثناء تأدية العمل الوظيفي.

وكان يتمتع بمكارم الأخلاق، وحسن الأدب والوفاق، وطلاقة الوجه، ويأخذ في أعماله نهج الرفق والتأني والتؤدة، والتحقق والتبيُّن قبل المضي في التنفيذ، والعرض لذوي الرأي قبل الإقدام في الأمر والمضي فيه، والمشاورة من ذوي العقول والمعرفة أخذًا بقول الله عز وجل: (وشاورهم في الأمر) (آل عمران ١٥٩).

ولذلك فإن المشاكل تكاد أن تنعدم، وقلَّ أن تتوالد، وإن وجدت فعلى قلة، وهذا من الحكمة والدلالة الواضحة التي تبرهن على رزانة عقله، وحدة فهمه، وإدراكه لما تؤول إليه الأمور في الحال والمال.

وكان يبدي محض النصح، ومعالجة الأخطاء الأخلاقية سرًّا إذا لم تظهر وتعلن، ويستر على من تلبس ببعض الأمور المخلة بالعدالة إن لم يجاهر بها، ويصر على فعلها، والإقامة عليها.


(١) المريدسية ماض وحاضر، ص ١٥٣.