للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله نظيرتها جاءت السابق (١)، وأشرفنا عليها من عنده فلما نظرت فيهن وإذا هن قد اشتملن على العجب ورؤية النفس واحتقار الغير والتكفير بغير علم مع ما فيهن من الكذب على الله ورسوله وأهل العلم ومع هذا كله أظهر ابن سليم تعاظمهن لما غلب عليه من الهوى والغلو ومحبة إثارة الفتن نسأل الله العافية، فلما رأيت ذلك علقت عليهن تعليقًا يسيرًا لبيان بعض ما فيهن ولا يخفاك أن جميع نجد كل قرية فيها ناس يرون رأي ابن عبد اللطيف ويظنونه معدن العلم ويكفرون من خالفه وأنا نبهت عليهن لا لزيادة علم ولا لقوة عشيرة وإنما هو لأجل معرفتي أن الأمر لله ثم لك فقط - وأن ابن عبد اللطيف وابن سليم ما عندهم إلا اللسان وهذا ما يوجب السكوت عن الحق ونرجو أن ما فعل من الخير بسبب ولايتكم تجدونه في موازينكم وهي واصلتكم إن شاء الله، وليس الخبر كالمعاينة.

وتعرف أن جميع موافقيهم أزود منهم خفة وطيشان وعجب، ومذهبهم هذا تمكن في قلوب كثير من الناس وحاصلة الحكم على سائر البلاد بالكفر وتحريم السفر إليها وتكفير من خالفهم لأنه خالف ابن عبد اللطيف ويحسبونه معدن العلم ولا يقول إلا حقًّا والجهل بحره عميق ولا ساحل له وأمرهم هذا ضرره عام ليس هو علينا فقط لأنك أول من يوافقنا على تخطئتهم ولله الحمد.

كذلك أطال الله عمرك على طاعته عرفنا من خلقكم الجميل ووفاء عقلكم النبيل صبركم على الأذى ممن تقدرون عليه بل تكافئونه عليه بالإحسان وهذه خصلة كما قال الله تعالى (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).

لكن عليكم أن تكلوا قوة الانتصار لأنفسكم بالمبادرة للانتصار للإسلام وللمظلومين من المسلمين فهو من سبب سعادة الدارين ولا شك أن هذا الغلو الذي شاع في نجد خطؤه يعرفه كل أحد وأنه لم يسبقهم إليه سابق وأول من


(١) يعني سابق الفوزان.