للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرنا لك قدوم رسائل عبد الله بن عبد اللطيف، وأخيه إبراهيم بن عبد اللطيف على ابن سليم، وما أصابه من الخفة والطيشان بعد ورودهن، وأنه قدم علينا رسالة إبراهيم العبد اللطيف مع حسين بن عرفج، ضرير بصر عندنا، ورسالة عبد الله نظيرتها جاءت لسابق، وأشرفنا عليها من عنده، فلما نظرت فيهن، وإذا هن قد اشتملن على العُجب ورؤية النفس واحتقار الغير والتكفير بغير علم مع ما فيهن من الكذب على الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأهل العلم، ومع هذا كله أظهر ابن سليم تعظيمهن لما غلب عليه من الهوى والغلو ومحبة إثارة الفتن نسأل الله العافية.

فلما رأيت ذلك علقت عليهن تعليقًا يسيرًا لبيان بعض ما فيهن، ولا يخفى أن جميع نجد كل قرية فيها ناس يرون رأي ابن عبد اللطيف ويظنونه معدن العلم ويكفرون من خالفه، وأنا نبهت عليهن لا لزيادة علم ولا لقوة عشيرة، وإنما هو لأجل معرفتي أن الأمر لله ثم لك فقط، وأن ابن عبد اللطيف وابن سليم ما عندهم إلَّا اللسان، وهذا ما يوجب السكوت عن الحق، ونرجو أن ما فعل من خير بسبب ولايتكم تجدونه في موازينكم وهي واصلتكم إن شاء الله.

وليس الخبر كالمعاينة وتعرف أن جميع موافقيهم أزود منهم خفة وطيشانًا وعُجبًا، ومذهبهم هذا تمكن في قلوب كثير من الناس، وحاصله الحكم على سائر البلاد بالكفر، وتحريم السفر إليها، وتكفير من خالفهم لأنه خالف ابن عبد اللطيف ويحسبونه معدن العلم، ولا يقول إلَّا حقًّا، والجهل بحره عميق ولا ساحل له، وأمرهم هذا ضرره عام ليس هو علينا فقط، لأنك أول من يوافقنا على تخطئتهم ولله الحمد".

وترجم له الأستاذ محمد بن عثمان القاضي، فقال: