تحليلية لكتاب التعليم في القصيم بين الماضي والحاضر: دراسة تاريخية لحياة مؤلفه الشيخ صالح بن سليمان العمري رحمه الله.
وثانيهما يخصص لتحقيق نص الكتاب المذكور.
وهذا هو التقسيم الأساسي للكتاب غير أن المحقق الدكتور عمر بن صالح العمري قد ملأ الكتاب بفوائد ونبذ وتراجم لا توجد في أي مرجع آخر غيره.
ومن ذلك عدد من تراجم علماء وأدباء وطلبة علم لم يترجم لهم أحد من قبل، أو كانت ترجمات بعضهم مبعثرة مجهولة الجمهرة القراء، ولذلك يعتبر تسجيله لتراجمهم وما فيها من أخبارهم إحياء لذكرهم وإنقاذًا له من التلاشي والنسيان، وذلك وفق طريقة منهجية (أكاديمية) في البحث.
إن ما عمله المحقق الدكتور عمر يعتبر قيامًا بواجب نراه لازمًا لحملة القلم والقادرين على التسجيل في بلادنا ولكنه واجب مضاع بالنسبة إلى كثير من الوجهاء والكبراء والزعماء في البلاد بل لكثير من الأشخاص الذين برزوا في ناحية من نواحي الحياة.
حتى إن من يبحث عن ذلك في الكتب فلا يجده يخيل إليه أن بلادنا إنما هي صحراء جرداء من الذكاء والنباهة بل من العلم والبروز مثلما أن أرضها جرداء من الشجر والنبات.
وذلك أمر غير صحيح بطبيعة الحال، ولذلك حاولت في كتابي (معجم أسر القصيم) أن أتلافي بعض ذلك فأنوه بمن يستحقون التنويه بهم من رجالات القصيم من علماء وأدباء وشعراء وكرماء وذوي فراسة أو شجاعة أو حتى من الأطباء الشعبيين والعدائين المشهورين الخ.
ولقد كان جالبًا للسرور أن نجد شبابًا متعلمًا من شبابنا مثل الدكتور عمر العمري يسارع إلى تلافي ذلك الإهمال والنسيان في نطاق بحثه وما يتعلق به.