إن موضوع الكتاب هو كما يدل عليه عنوانه (التعليم في القصيم بين الماضي والحاضر) يفهم منه أنه شمل جميع أنواع التعليم غير أنه - في الواقع - منصبٌّ على التعليم النظامي لأنه الأشمل والأوسع والأحدث وهو الذي تطور حتى وصل إلى ما هو عليه الآن.
أما النوع الآخر من التعليم الذي كان موجودا قبل التعليم النظامي فإنه المتمثل في الكتاتيب والمدارس غير النظامية التي تعتمد في الغالب على شخص واحد هو الذي فتح الكتاب أو المدرسة ويكون مدرسًا وحيدًا بل أوحد فيها ويسمونه (المطوع) ولكنه وإن كان وحيدًا لا يعدم بين تلامذته من يجعلهم يساعدونه لتعليم غيرهم ممن هم أصغر منه، مع أنهم - أي الكبار - في أمس الحاجة إلى من يعلمهم.
وقد تطرق المؤلف الشيخ صالح العمري رحمه الله إلى إلقاء نظرة عجلي على هذا النوع من التعليم في مدينتي بريدة وعنيزة.
وهناك نوع أعلى وهو أجل وأسمى ذلك هو تعليم العقيدة من التوحيد وأصول الدين، وكذلك التفسير والحديث والفقه وأصوله وعلوم العربية في المساجد على المشايخ وهو الذي يؤهل للقضاء والإرشاد الديني وللإمامة في المساجد ونحو ذلك، وقد تكفل الشيخ صالح العمري نفسه بتأليف كتاب موسع عن (المشايخ آل سليم وتلامذتهم) وهو أيضًا كتاب مبتكر فريد في المنطقة حيث سجل أسماء عدد من العلماء والقضاة وطلبة العلم لولا تسجيله لأسمائهم وما وصل إلى علمه من معلومات عنهم لأصبحوا نسيًا منسيًا بل لأصبحوا في غياهب المجهول عند الأجيال الناشئة.
إن الحديث عن الشيخ صالح بن سليمان العمري رحمه الله هو الحديث عن قوة عزيمته وإقدامه على فعل الخير، بل شجاعته وتصميمه مما نتج عنه في موضوع التعليم أنه لم يكن يوجد في منطقة القصيم قبل أن يتولى فيه وظيفة (معتمد المعارف) إلا سبع مدارس اثنتان منها في بريدة واثنتان في