تسجيل أخبار العلماء والأدباء، والمفكرين، الذين تركوا آثارا في مجتمعاتهم في أي وجه من الوجوه وبذلك نبدأ في محاربة الجهل المعيب برجالات بلادنا الذين كانوا في حياتهم مبرزين معروفين بذلك، ثم ما أن يخبو ضوء أحدهم ويأفل نجمه بأجله المحتوم حتى يتلاشى ذكره شيئًا فشيئًا ثم ينسي بالكلية.
وبذلك فقدنا أشخاصًا بارزين فقدًا مضاعفًا بموتهم المادي المحتوم ثم بموت مكارمهم بل بموت أخبارهم وآثارهم، وتلك نكبة للأمة عظيمة.
وقد حاولت أن أذكر شيئًا من أخبار الشخصيات البارزة في بلادنا، ومنهم الشيخ صالح العمري رحمه الله في كتاب (معجم أسر بريدة) على أن ذلك كان بصفة موجزة تفرضها كثرة الشخصيات التي يتحدث عنها الكتاب وأحيانًا قلة المعلومات عنها.
ولذلك حمدنا للدكتور عمر العمري هذا التبسط المفيد في ترجمة الشيخ صالح العمري، والتطرق بالتفصيل لمناحي حياته رحمه الله.
والشيخ صالح العمري جدير بذلك، فهو شخصية بارزة في ميادين عديدة من ميادين الحياة، فهو طالب علم نشأ في كنف جده لأمه علامة القصيم ورئيس علمائها في زمنه الشيخ عمر بن سليم ووالده الشيخ سليمان العمري طالب علم ومحب للعلماء وملازم لحلقات الذكر والدروس العلمية.
ولم يقتصر الشيخ صالح العمري على الأخذ من جده ووالده بل تتلمذ على عدة علماء ذكرهم المؤلف الدكتور عمر من أبرزهم الشيخان عبد العزيز العبادي ومحمد بن صالح بن سليم.
والشيخ صالح العمري إلى ذلك أديب رقيق الحس، مرهف الشعور وهو أول من اشترك من أهل بريدة في مجلة الرسالة التي كان يصدرها في مصر الأستاذ أحمد حسن الزيات، وكنا في أول عهدنا بشدو الأدب، والنهم إلى