وتتحدث العامة عنه أنه لم ينجح في ضبط الدكان فكان إذا جاءته امرأة جميلة أو متجملة، أو منطقها لبن رخيم، ولو كانت متحجبة تسامح معها في الثمن، وإذا ذكرت أنها ليس معها النقود قال: لا بأس، وقيد في الدفتر ذلك بطريقة غير مفهومة، مثل عند أم جليل والجليِّل بتشديد الياء: والجلال هو كالرداء كانت تلبسه المرأة التي ليس عندها عباءة.
وعند فلانة المزيونة ريال، وعند البدوي كذا .. الخ.
لذا لم يرض أخواله عن طريقته فقرر العودة إلى بريدة.
وعندما ترك (العوني) البقاء في دكان خاله في الكويت بعد عدم نجاحه كره البقاء في الكويت كلية وقرر العودة إلى بريدة، ولكن خاله حاول أن يثنيه عن ذلك، ابتغاء للبحث له عن مستقبل جيد من الناحية الاقتصادية، غير أن (العوني) لم يطق الصبر على ذلك، وأنشأ فيه قصيدة لامية بخاطب فيها خاله علي بن دعيج ويذكر حالته ويتشوق إلى مدينة بريدة التي أوضح حدودها في آخر القصيدة، وهي التي مدح بها حسن بن مهنا أبا الخيل أمير القصيم وذكر في أولها خاله وما يفكر فيه.
وهذا أكثر القصيدة:
حل الرحيل وحل بالقلب ولوال ... تذكير صعبات التفاكير والقيل
بندار دولاب الضماير بالأمثال ... كما دير دانوق شحن صدره الميل (١)
مما جرى قلب الخطا بالحشا جال ... من واهج يزفر كما زفر سجيل
تمايزت كل الكواكب بالإكمال ... وتبين البدري علي داجي الليل
ونار قلبي بين لايم أو عذال ... من بيننا تقفي او تقبل تعاليل
انهى او ينهاني ولا ادري من الضال ... ولا ادري من الي عقب العدل للميل
اقول له: يا قلب، يا خبث الأعمال ... اصبر عسى بالصبر يسرٍ وتسهيل