للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الكتب، وذلك لأن عبد العزيز لم يكن يرغب اطلاع أحد عليها، ويقال بأن ابنه عبد العزيز وزعها على بعض طلبة العلم.

وكان رحمه الله عابدًا ورعًا زاهدًا منقطعًا للعبادة وتلاوة القرآن، وقد أدركته عدة سنوات وكان يصلي معنا في مسجد ابن مقبل، وله حجرة في المسجد يضع فيها مصحفه وبعض الكتب التي كان يطالع فيها في أوقات فراغه في المسجد.

لا أعرف أنه تولى شيئًا من الأعمال أو الإمامة، ولا أعرف له تلامذة إذ لم يتصد للتدريس، ولكنه كان له جلساء يستفيدون من علمه وكان في آخر حياته يذهب هو والشيخ عبد المحسن بن عبيد لبعض القرى المجاورة لبريدة للوعظ والإرشاد حتى عجز عن ذلك، وقد توفي رحمه الله في حدود عام ١٣٥٠ هـ (١).

وترجم له الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام ترجمة قصيرة هو جدير بأطول منها، وأكثر إيضاحًا قال:

الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز العويد:

الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز العويد، وُلد في مدينة بريدة، ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم بها، كما أخذ العلم عن علمائها، ومنهم الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وابنيه الشيخ عبد الله بن محمد والشيخ عمر بن محمد بن سليم، كما أخذ عن قاضي بريدة الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن بشر وغيرهم، وحصَّل واستفاد، وكان له خط جميل نيِّر مضبوط.

وكان عليه الوقار والسكينة، مع لين الجانب، وكان ورعًا زاهدًا لا يأكل إلَّا من عمل يده في نسخ الكتب، فقد كَتَّبَ عدة كتب كبار وصغار، وجلس للتدريس فانتفع كثير من الناس بعلمه.


(١) علماء آل سليم، ص ٢٨٠.