نرجع إلى سوق الجردة كما أسلفنا فهو سوق البعير والغنم وغيرها، ولما كانت البلاد العربية كلها وغيرها من البلدان التي لا يوجد لديها وسائل نقل إلَّا الجمال في جميع الأمور.
ولما كانت المملكة العربية السعودية هي أكثر البلدان بادية وتجارتهم بالإبل والغنم، ولما كانت بريدة هي أكبر بلدان المملكة من حيث الاتجار بالإبل والغنم، نظرا لوجود عقيل، فهم يشرون الإبل والغنم ويسافرون فيها إلى الشام ومصر وفلسطين والأردن وهذه البلدان تعتمد على ما يجلبه عليها العقيلات سنويًا من الإبل والغنم، فهم يسافرون بالسنة مرة أو مرتين، إذا كانت الأسواق عزيزة لذلك فإنهم يذهبون بهذه البضائع إلى البلدان المذكورة، ويرجعون معهم بالذهب والفضة لأن البلدان المذكورة كانت غنية جدًّا وسوق بريدة من أهم الأسواق بالمملكة لشراء الإبل والغنم كما أسلفنا نظرا لوجود التجار وهم عقيل وكلهم من أهالي بريدة إلَّا القليل، وكلما ازداد جلاب الإبل كلما ازداد شراء عقيل وبائعي الإبل وغيرهما يفضلون السوق الحي وبريدة تمتاز عن غيرها لأن المشتري إذا سام لا يهمه أن يزود على أخيه وأحيانا يزود على ذلك.
بخلاف البلدان الأخرى المجاورة فإن الرجل إذا سام الجمل أو الجمال فلا تجد أحد يزود عليه وهذا ما لا يرضاه الجالب يبي السوق الحي.
ومن كثرة المشترين فإنك لا تجد بدوي يبيع جمله أو جماله وهو في الأرض لأنه يتعب من كثرة المشترين فتجد هذا يمسك رأسه وهذا يلوي رقبته