فيه القمح والحبوب مما يسمى عندهم زرع الشتاء، وقد يزرع فيه زرع القيظ وهو الذرة والدخن.
وهو يستدين مثل غيره من الفلاحين الذين يستدينون من التجار ثم يوفونهم من محصول زرعهم فإذا كان المحصول قليلًا لا يكفي للتاجر والزارع كانت المصيبة على الزارع.
وفي سنة من السنين كان المحصول رديئا فجاء الدائنون إليه وتولوا حصاد زرعه ودياسه ثم تطييبه بمعنى ذريه في الهواء، لا يثقون به، إذا فعل ذلك لأنه في نظرهم قد يدخر منه شيئًا أو يخبئ منه شيئًا لأيام الجوع المقبلة.
ولذا منعوه حتى من الاقتراب من الزرع، ولم يكن بيده حيلة إلَّا أن ينظم منظومة ويسارع إلى حسن بن مهنا أمير القصيم يلقيها على مسامعه تتضمن بيان حاله وما فعله الدائنون في زرعه، حتى إنهم لم يسمحوا له بوجبة واحدة يشبع منها هو وعياله من القمح الذي أنتجه.
فما كان من حسن المهنا إلَّا أن أرسل لدائنيه وكفهم عنه، وتحمل مالهم عليه من الدين في الزرع وترك الزرع للعيدي وعياله.
والقصيدة طويلة وكنت سمعت الشيوخ ينشدونها والنساء المسنات يحفظنها، ولكن دون كتابة فذهبت مع الذاهبين، وحتى أنا نسيت بعض أبيات كنت حفظتها منها في صغري.