نجد في تلك الأزمان مشكلة لأنه لم يكن يوجد في البلاد (ورشات) لإصلاحها ولا يوجد مهندسون، فكان على من يسوق السيارة أن يكون ملمًا بما يتعلق بها، وإذا عجز عن ذلك، بأن احتاجت إلى تغيير آلة من الآلات أن يوقفها أيامًا عديدة حتى يحضرها من جدة أو من البحرين أو العراق.
وكان للشيخ عبد الله بن بليهد ابن هو عبد الرحمن أكبر من نعرفه من الأبناء له، وكان الناس عندنا ينظرون إلى أبناء العالم الكبير كالشيخ ابن بليهد نظرة تختلف عن نظرتهم إلى سائر الناس فيطلبون منهم أن يكونوا متدينين ملتزمين لأن هذا هو الذي ينبغي أن يكون من يربيه عالم متدين كما هي حالة الشيخ عبد الله وعظم قدره في نفوس العامة، ولكن عبد الرحمن ابن الشيخ لم يكن طبعه ولا عمله كما يريده والده له، وكما يريده المتدينون، فكان في شبابه يجالس أناسا ليسوا قريبين من المتدينين مما أحزن كثيرًا من الناس.
ثم تعلم قيادة السيارة وكانت وظيفة سواق عند الناس منحطة في ذلك الوقت لأن أوائل السواقين كانوا تعلموا في الخارج وكان من بين ما تعلموه التدخين والتهاون في أداء الصلوات.
ولكن الشيخ ابن بليهد لبعد نظره كان يرفق بابنه حذرًا من أن يبتعد كليًا عن نظره، فجعله سائقًا لسيارته مما آثار انتقاد بعض الذين لا بصيرة لهم من المتدينين الذين تحملهم محبتهم للتدين على عدم النظر إلى العواقب البعيدة.
وقد ظل عبد الرحمن على حاله قريبًا من والده يستفيد من تربيته ويتعلم من أخلاقه إلَّا أنه لم يتفرغ لطلب العلم.
وبعد مدة من وفاة والده رجع إلى التدين وطلب العلم على المشايخ إضافة إلى ما كان تعلمه من المعرفة عن والده.