وكانت النتيجة أن أصبح في مستوى من العلم والتدين لا يقل عن مستوى بعض من تولوا القضاء من المحدثين، ولكن المشكلة تمثلت في كون الالتحاق بالوظائف الدينية ومنها القضاء والإرشاد الرسمي محتاجًا إلى شهادة جامعية.
وقد عرف المشايخ من آل الشيخ في الرياض قدر والده الشيخ عبد الله بن بليهد وصلاحية ابنه الشيخ عبد الرحمن للعمل في المعاهد العلمية التي لا يشترط لإدارتها الحصول على شهادة جامعية فعينوه مديرًا للمعهد العلمي في الرس، فأداره بجدارة وأثبت بحسن تصرفه ومعرفته بالأمور الدينية ما جعله جديرًا بأن يلتحق بكلية الشريعة في الرياض، إلَّا أن العقبة التي تحول دون ذلك أنه كان مثلي لم يلتحق بمدرسة نظامية ثانوية.
فما شعرت مرة من المرات إلَّا به يدخل عليَّ مكتبي في إدارة المعهد العلمي في بريدة عندما كنت مديرًا له، معه محمد بن عبد العزيز السعود البليهد من أبناء عمومته والأستاذ عبد الله بن الشيخ سليمان المشعلي أحضره معه من أجل أن يعرفني به لأنه لم تسبق له مجالسة معه، وإن كنت أعرفه ويعرفني على البعد، ومن أجل أن يحاول أن يشرح لي ما يسهل تلك المهمة.
ابتدأ عبد الله المشعلي الكلام قائلًا ما معناه هذا عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله البليهد له حاجة عندك، ويرجوك أن تقضيها.
فرحبت به كثيرًا ودعوت لوالده ثم أعطاني الشيخ عبد الرحمن كتابًا مغلقًا من رئيسي الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ المدير العام للكليات والمعاهد العلمية يقول فيه ما معناه (لقد طلب منا الشيخ عبد الرحمن بن بليهد أن نكون له لجنة لاختباره في مواد الشهادة الثانوية من أجل أن يلتحق بكلية الشريعة في الرياض فنرجو تأليف لجنة لاختباره وإخبارنا بالنتيجة).
كان الشيخ عبد الرحمن البليهد واللذان معه مشفقين كما أخبرني بعد ذلك من ألا أقبل أو أضع شروطا لا يستطيع تحملها ولو كانوا يعلمون ما في نفسي لما وقع