في نفوسهم مثل ذلك لأنني كنت في غاية السرور، بل في غاية السعادة، إذ أتيحت لي فرصة أقدم فيها شيئًا لهذا الرجل الطيب من أسرة علمية طيبة.
وقلت لهم وأنا أتصنع الجد: إنني لن أقضي حاجتكم هذه إلَّا بشرط فتطلعوا إلى ما أقوله باهتمام لأنهم بالفعل كانوا خائفين من اعتراضي بشيء فقالوا: ما هو؟ قلت: أن تتعشوا عندي الليلة وبعد ذلك أخبركم لأن الشيخ عبد الرحمن له حق ووالده له حق كبير وأسرة البليهد لها حق علينا.
انشرح صدر عبد الرحمن وابن عمه محمد بن عبد العزيز السعود الذي يعرفني حقا وقال: أبرك الساعات.
فقلت له: إذا أقول لك الآن مرحبا وسوف نقوم باللازم نحوك.
كان فرحه غامرًا، ولكنه أضاف إنك الله يسلمك تعرف أن الوقت عندي قصير وأنا أريد أن أعود بالنتيجة للشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم في الرياض.
وقد أقمت له مأدبة عشاء كبيرة لم يكن يتوقعها لأنه لم تكن لدي صلة شخصية وثيقة به من قبل، دعوت لها عبد الله المشعلي واثنين من أسرة البليهد وبعض المشايخ المدرسين في معهدنا.
وفي الصباح ألفت اللجنة من أعضاء التدريس في المعهد وعهدت فيها بالناحية الفنية للمسئول عن الاختبار بمعهدنا وطلبت منهم أن يضعوا له أسئلة مناسبة في مستوى الشهادة الثانوية وأن يطلعوني عليها.
وبسرعة تم ذلك، ونجح في الاختبار ووقع على ذلك ثلاثة من المشايخ المدرسين فأعطيته النتيجة حملها مسرورا إلى الرياض.
وحدثني الشيخ عبد الله المشعلي لأنه كان ذهب معه إلى الرياض لمساعدته، قال: وصلنا في الرياض إلى رجل كبير القدر فلم يلتفت إلى عبد الرحمن ولم يدعه إلى بيته فقال عبد الرحمن بن بليهد: يا عبد الله قل آمين،