قال: علمك بالرجَّال عليه ملابس زينة وعزيز عند الناس يمشي بسوق بريدة وهو رافع رأسه، ثم ما تاعي إلَّا قالوا: مات.
وراح، صار ما أحد يشوفه، والله (ما اقعِدِ له).
عينه الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد مرشدًا دينيًا لأهل قرية الشبيكية ومن يكون كذلك يؤم الناس في الصلاة ويرشدهم في أمور دينهم ويفصل بينهم إذا تنازعوا، إلا إذا لم يرض أحد المتنازعين بذلك فإنه يحال إلى قاضي بريدة لأن الشيخ فهدًا وأمثاله ليسوا من القضاة الرسميين.
ولذلك كان فهد العيسى يقول لي ويكرر قوله عندما عين في الشبيكية مازحًا ولكن كلامه جد: يا محمد أنا ضعت أنا أكبر من المطوع ودون من الشيخ، أنا مثل الذي قال فيه الصوفية:
مقام النبَّوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي
فأنا فويق المطوع، ودون القاضي.
وقد ترجم له الشيخ إبراهيم بن عبيد وهو من زملائه، فقال:
وفيها وفاة الأخ في الله فهد بن عيسى رحمة الله تعالى عليه وهذه ترجمته.
هو الحافظ المتعفف النزيه ذو الأصل العظيم والاكباب على طلب العلم.
ولد في سنة ١٣٢٠ هـ فنشأ في الزهد وقلة ذات يد من الدنيا، بل كان فقيرًا محتسبًا وأخذ في تعلم القرآن ودراسته حتى حفظه عن ظهر قلب، وكان تاليًا لكتاب الله وحسن الصوت خفف الله عليه تلاوة القرآن وسهلها، فكان يدارس في القرآن