كذا قاله الحبر ابن إدريس ناقلًا ... عن السادة العباد قادة من سلك
فأجابه المترجم مذيلًا عليهن بهذه الأبيات:
فقال صحبت القوم دهرًا ومدة ... فلم أستفد منهم سوى ما ذكرت لك
هما كلمتا حق لمن كان قامعًا ... هواه الذي يورده مورد من هلك
فمن جاهد النفس استقامت وبادرت ... وسارت به حقًّا إلى طاعة الملك
ومن لم يجاهدها فسوف يلومها ... اذ اللوم لا يجدي وهيهات لو ملك
رجوعًا وقد فات الرجوع واحضرت ... صحائف أملاها قديمًا على الملك
فاحصاه رب العرش حين نسيته ... وكان شهيدًا عالمًا حين امهلك
فغفرانه والحلم قد وسع الوري ... ولولاهما زل السماء مع الفلك
فوحده بالأفعال جل جلاله ... كما أنه الخلاق والرب قد ملك
وقل ناطقًا بالحق لا مترددا ... ولا معرضًا أو مبغضًا: لا شريك لك
بكل الذي نأتي من الخوف والرجا ... كذا الحب مع أنواع ما يستحق لك
فأنواعها أعني العبادة كلها ... سنبذلها من غير ند يكون لك
فمعبودنا فرد فنفرده بها ... وأنواعها هذي طريقة من سلك (١)
مات الشيخ فهد بن عيسى العيسى عام ١٣٧٢ هـ في رجب، في حادث سيارة بين بريدة والشبيكية، انقلبت به السيارة وهو عائد إلى بريدة، ومعه أسرته فسلموا كلهم ومات هو.
ومنهم عبد الله بن سليمان العيسى قصة حياته جديرة بالتسجيل، ولو كتب مذكرات أو أملاها عن حياته لكانت شيقة جديرة بذلك.
(١) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ٤، ص ٣٣٥ - ٣٣٥.