فطنا له فضرب بوق السيارة عندما لمستها فأجفل الصبيان ظنًّا منهم أن هذا رد فعل منها، وهربنا جميعا لا نلوي على شيء.
قالوا: وعندما اجتمع الشيخ ابن بليهد بكبار السِّنِّ من أهل البدايع قال له أحدهم: هذي يا شيخ سمعنا أن النصارى يركبونها ولا اهتمينا بهم، لكن الشرهة عليك أنت يا شيخ - إنك تركبها.
وقال ثان وثالث وهو ساكت، ولما فرغوا قال لهم: اسمعوا يا أهل البدايع - إن كان الله أعطاكم عَمار وطَّول لكم بها الدنيا أن تشوفونها أكثر من زمايل البدايع!
والزمايل: الحمير.
هذا وقد صدق حدس الشيخ: إذ صارت السيارات في البدائع أكثر من الحمير الآن، لأن الحمير قلت والسيارات كثرت.
قال الأستاذ صالح العمري: ولد المترجم أي عبد الرحمن ابن الشيخ بن بليهد في بريدة عام ١٣٢٠ هـ تقريبًا ونشأ في أحضان والده وتعلم القراءة والكتابة، وقد رافقه إلى البكيرية والرس عندما كان قاضيًا فيهمًا وهو في سن الطفولة ثم رافقه إلى حائل عندما عن والده قاضيًا، ثم رافقه إلى مكة المكرمة عندما عيِّن رئيسًا للقضاء ولم ينقطع عنه.
وكان يقرأ عليه ويسمع كلامه ويعيه ويتحدث به فيما بعد مما يدل على تأثره به وكان في خدمة والده حتى عام ١٣٥٣ هـ عندما رغب في العلم ورغَّبه والده بذلك فترك البقاء مع والده، وانقطع للدرس والتحصيل ولازم العلامة الشيخ عمر بن محمد بن سليم في بريدة قرابة خمس سنوات كما لازم الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي وغيرهما من علماء بريدة، وفي آخر عام