عقد نافع جبينه وكشر بوجهه كردِّ فعل من استهتار التولب بالرجال فقال بحنق:
أتغالط، نحن القوامون على النساء؟
لا اعتراض على قوامتكم عليهن، وهل تريد أن يأخذهن من لا يستطيع القوامة؟ هذا محال أن تعيش جوهرة على رصيف الحياة.
أن تعيش ذرية عالة، أن تعيش من جبلت على الحمل والرضاعة ومعاناتهما على من لا يستطيع القوامة، أو تريد أن تكون القوامة عليها وهي في حملها ونفاسها؟ الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون أنت أيها الرجل القوام.
انتظر التولب لعل نافعا يطلب معنى (القوامة) لكنه لم يفعل، فقال التولب ليحرك غريزة حب الاستطلاع:
حتى ابن المرأة الرضيع إن أرضعته فلها الحق في طلب أجرة إرضاعه وهذا جزء من القوامة.
بادر نافع في وقف معنى القوامة بتساؤله:
إذن ما صفة جبروتها وقوتها؟
إنك تكد عليها وتشقى لتسعدها وتنفذ أوامرها كقرارات الزواج وغيرها.
نحن الذين نطلبهن للزواج.
لكن الكلمة الأخيرة لها إذن القرار بيد المخطوبة ولا عبرة بالقلة المخالفين للتشريع الذين لا يستأذنونهن، ثم لأمها وقريباتها قرارات مراسيم الزواج، ويندر منكم من يتخرج بنته دون مراسيم.
لو أنهن الأقوى لما تزوج البعض على زوجته.
لا حكم للأقلية القوية من الرجال، ثم إنّه ليس كل زواج دليل على قوة