فقد سبق أن تحدثنا عن العقوق وقلنا إن له دورًا في الزواج، وقد يكون دافع الزواج دفع ظلم الزوجة وهذا إثبات أنهن المسيطرات فتنتصر له الزوجة الثانية فلا يفل الحديد إلا الحديد.
هذا لا يكفي لإثبات قوتهن.
متى اقتنعت يا نافع بطروحاتي حتى تقتنع وأنا أهز رجولتك وأنادي بتحريرك؟ لكن خذ قوتهن في محيط الأسرة.
أثناء تناول التولب للكوب تسمر نافع خوفًا من دليل مقنع، وبعد برهة من الوقت واصل التولب حديثه:
كل رجل منكم إمّا أنّه تحت سيطرة الأم أو الزوجة ويقل من يستطيع أن يوازن، الأم لها بالشرع حقوق (أمك ثم أمك ثم أمك) وللزوجة بالشرع حقوق (خيركم خيركم لأهله)، فأنت مأمور بهذه الأقوال وغيرها كثير بطاعتهما، يختل توازن الطاعة بعنف وتثور ثائرة الأم إن استولت بنت النّاس على ابنها الذي نسي تعب وحق الأم، ويختل من الجانب الآخر إن استمرت طفولة الرجل إلى ما بعد الزواج بهذا تجد بنت النّاس أن أحلامها سراب بقيع، وفي الحالين إمّا أن تنتصر إحداهما وتحتويه أو يستطيع أن يقسم الطاعة بينهما فيريح ويستريح.
لم أقتنع فنحن الرجال الأقوى بيدنا الطلاق.
أتريد أن يكون سلاح الطلاق مع المرأة الأقوى؟ فتكون المرأة في البداية الموافقة على الرجل وفي النهاية الرافضة لوجود الطلاق بيدها، عليه لن تتزوجوا وإن تزوجتم لن تستمروا، لكن الحكمة الإلهية اقتضت العدل، فالمرأة المقرة للزواج المسيطرة والباكية لطلب المزيد، وبالمقابل بيد الرجل الطلاق لإحداث توازن القوى في البيت، تصور بيتا لا يوجد فيه سلاح الطلاق ما